gemeinsam تعني معًا (سوا)

تأسس نادينا بشكل عفوي : ستة متطوعون سابقون ممن أدوا (جميعهم تقريباً) خدمتهم التطوعية في الرعية المارونية في اللاذقية (سوريا), بالإضافة إلى الكاهن و المسؤول عن مشروع الخدمة التطوعية الأب جهاد ناصيف, قدموا إلى برند كاستل كوز (ألمانيا) للقاء و تبادل الأفكار, و هنا ولدت الفكرة, تحويل عملية التبادل و الذي كان محصوراً في إطار الخدمة التطوعية طوال خمس سنوات إلى شراكة ثابتة. لم تكن الخدمات التطوعية و منذ زمن طويل طريقاً ذو اتجاه واحد, و لكن كانت هناك أمنية لتوسيع إطار هذا التبادل و إدخال أعضاء الرعية في سوريا ضمن هذا التبادل.
في ألمانيا توجد الفئة المعنية ضمن الحلقات الاجتماعية المتعددة للمتطوعين السابقين : الرعايا, المجموعات و المؤسسات الكنسية و الجامعية و قبل ذلك كله الأفراد المهتمين و الراغبين.
الشراكة كهدف
الأهم بالنسبة لنا- و من هنا اخترنا اسمنا- هو اللقاء و العمل المشترك جنباً إلى جنب. شرط هام : ليس فقط أربعة شبان و شابة ألمان قضوا عاماً في سوريا تعرفوا فيه على البلد و الناس و الحياة و العمل لدى الرعية, بل أيضاً شابان من الرعية المارونية في اللاذقية (سوريا) تمكنوا من خوض تجربة مشابهة في ترير و كوبلنتز (ألمانيا). في جميع النشاطات المخططة ضمن إطار هذه الشراكة ينبغي ألا يفقد هذا التوازن. بهذا الشكل يجب على سبيل المثال ليس فقط إقامة رحلات إلى سوريا للقاء و التعارف, و إنما أيضاً يجب أن يكون من الممكن لأبناء الرعية من سوريا زيارة الشركاء في ألمانيا.
نفس الدافع يقف وراء فكرة أن يتم توفيرفرص التواصل و المساعدة لأعضاء الشراكة السوريين و الذين هم (غالباً بقصد الدراسة) في ألمانيا, كما كان متاحاً للمتطوعين الألمان, الحصول على المساعدة و العون خلال خدمتهم التطوعية.
العمل التعليمي السياسي كهدف…
الرحلات بغرض اللقاء و التعارف ليست فقط المثال الأوضح عن كيفية عمل الشراكة, و إنما هي تظهر أيضاً, كيف يصبح اللقاء من خلال الوضع السياسي و الميداني الحالي شبه مستحيل. أيضاُ فإن مركزي أداء الخدمة الاجتماعية التطوعية هما حالياً و للأسف الشديد غير مشغولين. كذلك فإن الوضع الراهن و عرضه بشكل مقتضب في وسائل الاعلام و الرأي العام الألماني أدى إلى إضافة هدف آخر لنادينا : العمل التعليمي السياسي. نحن لا نعتير أنفسنا في هذا السياق ناشطين يدعمون وجهة نظر هذا الفريق أو ذاك في الصراع الذي تحول إلى ما يشبه الحرب الأهلية و إنما نحن نسعى من خلال ما هو متاح لنا من وسائل إلى إلقاء الضوء على كل ما يقف خلف الروايات المختلفة. ذلك يعني بشكل أدق أننا نقوم بشكل تطوعي و ليس كخبراء عارفين بكل شيء بتوفير المعلومات و طرح الأفكار الناقدة من خلال المحاضرات و ورشات العمل.
…وخطر على الشراكة
أولاً : تختلف نظرتنا التي نسعى أن تكون قدر الإمكان متوازنة و حيادية بشكل كبير عن نظرة أصدقاءنا الذين هم موجودون في مكان الحدث و المتأثرين منه بشكل كبير, ما من شأنه أن يفهم بشكل سريع على أنه نقص في التضامن. ثانياً : رغبة منا في عدم الابتعادعن هذه الحيادية فإننا نخاطر من خلال عدم الانطلاق من المعلومات السائدة في مكان الحدث و الآراء المرافقة لها و ذلك بانتهاج العقلانية. نسأل أنفسنا ما إذا كان ذلك نوع من الفوقية الغربية التي تنقض مفهوم التناطر و التساوي فيما بيننا ؟
المواصلة معاً
يبقى فقط في النهاية, مواصلة التزامنا و في نفس الوقت تقييم عملنا. فمن ناحية تتوافر إمكانيات لمواصلة الشراكة و التبادل خلال الصراع و بالرغم منه. لهذا فإننا نرغب في بدء عملية تعارف و لو بدون لقاء مباشر و ذلك عن طريق إصدار مجلة للأعضاء باللغتين. و من ناحية أخرى فإننا نقوم بتلقي رغبات أصدقاءنا, بأخذ آراءهم على محمل الجد و نرغب بالإصغاء لهم, دون التخلي عن حياديتنا.